عشرة أسباب للتخلي عن الكتاب الورقي
عشرة أسباب للتخلي عن الكتاب الورقي
إي-كتب
نشر موقع الجزيرة، يوم 6 سبتمبر 2025 ترجمة لمقال كتبه أستاذ الإعلام في معهد بونتر روي بيتر كلارك (77 عاما) يعرض فيه عشرة أسباب تبرر له الحصول على نسخ ورقية من الصحف. والكتب امتداد تلقائي، لتلك الأسباب طبعا.
وإذا لاحظت أنك تصل الى هذا المقال إلكترونيا، وليس ورقيا، فيمكن الاطلاع على الأسباب العشرة من الرابط التالي: https://aja.ws/pl5t0f
أول تلك الأسباب يقول: "لا يزال هناك مال في جيوب كبار السن، الذين يستمتعون بلمس الورق يمكن أن يمول النسخ (الورقية)..."
سبب آخر يقول: "يمكنك قص قصاصات الصحف والصور ووضعها على باب ثلاجتك.."
أهم الأسباب العشرة يقول: "قد تستخدم هاتفك في الكثير من الأمور ومنها الحصول على الأخبار، ومع ذلك، هناك بالفعل استخدامات إضافية للصحيفة: تغليف الطرود، وحشو الصفحات المجعدة في الأحذية الرياضية المبللة، وتبطين قفص الطيور."
وبذلك، فإنه يمكن أن تجد للنسخة الورقية من الصحف أو الكتب استخدامات مثيرة حقا.
فبعد أن كانت الكتب تُطبع على ألواح الطين بين أيدي السومريين والبابليين، قبل نحو 3500 سنة، حدثت قفزة حضارية هائلة بين أيدي المصريين عندما صاروا "يطبعون" الكتب على ورق البردي. وقلدهم الكثيرون بالكتابة على جلود الحيوانات، حتى اخترع الصينيون الورق خلال عهد أسرة هان الغربية (حوالي عام 105 ميلادي). ويعزى هذا الاختراع الثوري إلى مسؤول في البلاط الإمبراطوري يدعى تساي لون. والثورة إنما كانت في انتشار المعرفة الى مختلف أرجاء العالم.
صناعة الورق انتقلت من الصين إلى كوريا واليابان ثم العالم الإسلامي (بعد معركة تالاس عام 751م)، ومن هناك إلى أوروبا في القرن الثاني عشر. وبقي الورق مهيمنا لثمانية قرون.
في القرن العشرين، تم اختراع الانترنت في الولايات المتحدة، وينسب نائب الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين أل غور هذا الاختراع لنفسه. وهو ما قدم انقلابا أكثر ثورية في تداول وانتشار، بل تفشي، المعرفة وكل الموارد العلمية والإبداعية والثقافية التي تقوم على أساسها ثورة "الذكاء الاصطناعي" في القرن الواحد والعشرين.
الكثير منا ما يزال متعلقا بعالم القرن الثاني عشر، مثل روي بيتر كلارك. ولكن أسبابه العشرة للتمسك بالورق، هي نفسها، على وجه الدقة والكمال، الأسباب التي تدعو الى التخلي عن الكتاب الورقي، إلا بمقدار محدود، واحتفالي.
الذين ما يزالون مغرمين برائحة الورق وملمسه، لا تعرف ماذا يقولون عن الذين كانوا يفضلون رائحة الطين وملمسه، أو رائحة الجلود وملمسها. ربما يقولون عنهم إنهم كانوا "متخلفين" أو "رجعيين" أو "غير متحضرين".
بين هذا وذاك، ثمة قرون طويلة من الزمن، تبدو وكأنها تمضي هباءً في التعلق بالماضي المجيد.
أليست هذه المفارقة هي السبب الحادي عشر للتخلي عن الكتاب الورقي؟