د. أكرم جلال كريم - وعي الحقيقة
سطور عن المؤلف
د. أكرم جلال كريم، مفكر وباحث في التاريخ والتراث الإسلامي، صدرت له مجموعة أعمال تناولت جوانب مختلفة من قضايا الفكر والشريعة والفلسفة.
هذا الكتاب
إنَّ الإنسانَ لا يَبلغُ مَرتبةَ وَعي حقيقة المَوجُود ما لَم يَطوِ المَراتب نَحو القُربِ مِنْ حَقيقةِ الواجِد؛ وأنَّ الاقترابَ مِنْ مَعرفةِ الواجِد والتزوّد مِن فُيوضاته، واستِكشافِ صفات المَلَكوت، ونعوتُ الجَبَروت، وَآثار أنواره التي أشرَقَت مُضيئةً مِن صُبحِ الأَزَل، كفيلٌ بِتَعميقِ الوَعي وإجلاءِ القُلوب وإنارة البصائر، وَحينَها يَكونَ الوَعيُ قائِمًا على الحَقائِقِ الجوهريّة، لا على المَظاهِرِ الخارجيّة.
وَهذا الكِتابُ بأبوابهِ وَفصولِهِ وَمَباحِثِه يُقدّم دراسةً تَكشفُ عَن أبعادِ مَفهوم الحقيقة وما تَحمِلُ مِنْ مَضامينَ جَوهريّة، كانَت وَلا زالت مَوضِعَ قَبول الإدراكات العقليّة، وَعِنايَة المَوروثات النقليّة؛ دراسةً تَطرقُ أبوابَ المَدارس الكلاميّة، والفلسفيّة، والعرفانيّة، بَعيدًا عَن مَتاهاتِ الفَوضى المَعرفيّة، وَفَراغات العموميّات المُجرّدة، والمحدوديّات المُصطَنَعة، والسطحيّات المانِعَة، الشُبُهات الخادِعَة، من أجل الاقتراب مِن معرفةِ الحقيقة اليقينيّة، تلك التي تمثّلُ الأصلَ والمَنبَعَ لِجَميعِ حقائق الموجودات في عالَم الإمكان؛ فالحقيقةُ واليقينُ صنوان لا يَفتَرِقان.
وَيُبيّنُ الكتابُ كيفَ أنَّ السّاعي نَحوَ مَقامات القُرب مِنَ الحَقيقةِ المُطلقة، ومن أجل رفع جميع الحُجُب والغَواشي عَنِ النفوس، عَلَيهِ أولًا أنْ يَخرُجَ مِن سِجنِ الشَّهواتِ الحَيوانيّة، وَحُبّ الأنا المُوحشة والظلمائية، وَيَتَطَهّر بماءِ العِشق الإلهي، مُهاجِرًا مِنَ الدّارِ السُفلى، وَمُحَلّقًا نحوَ المَقامات العُليا، حيث القُرب مِنَ الحَقيقة المُطلقة. إنَّ العِبادَةَ الحَقّةَ والسَّيرَ الحَثيث، والتمسّك بالثَّقَلين، هِيَ أنوارٌ للسّالكين، وأبوابٌ للطّالبين نَحوَ مَقامات وَعي الحقائق، وَنَيل مَراتب القُرب مِنَ أنوارِ الذّات الأحديّة، الحَقيقيّة اليقينيّة؛ مقامٌ لا يَرى فيه العبدُ إلا اللهَ تعالى وجودًا حقيقيًا، وأمّا حقائق باقي المَوجودات فَما هِيَ إلّا رَشَحاتٌ مِنْ فَيضِ أنوارِ حَقيقةِ وُجوده جَلَّ جلاله.
مقتطف
محتويات الجزء الثاني
الإهداء. 11
المُقدَّمَة 13
البابُ الأول: الحَقيقةُ في أرْوِقَةِ المَدارِسِ الفَلسفيّة 23
الفَصْلُ الأوّل: الحقيقةُ في اللّغة والاصطلاح. 25
الفَصْلُ الثاني: النَظَريّات الكلاسيكيّة الحَديثة في شَرحِ مَفهومِ الحَقيقة 33
المَبْحَثُ الأول: نظريّة المُطابقة في تحديد الحقيقة 34
المَبْحَثُ الثاني: نظريّة التّماسك في تحديد الحقيقة 39
المَبْحَثُ الثالث: نظريّة الإجماع في تحديد الحقيقة 41
المَبْحَثُ الرابع: النظرية البنائية في تحديد الحقيقة 43
المَبْحَثُ الخامس: النظرية البراغماتية في تحديد الحقيقة 45
الفَصْلُ الثالث: الحقيقةُ والرأي. 51
الفَصْلُ الرابع: مَفهومُ الحقيقة في حدود الواقع المُجتمعي. 53
الفَصْلُ الخامس: الوجوديّة والديانات السماويّة ... لماذا البحثُ عن الحقيقة؟ 57
الفَصْلُ السادس: الإنسانُ، وَأثرُ الحقيقة في بناءِ الوَعي الذّاتي. 63
الفَصْلُ السابع: أثرُ الحقيقة في بِناءِ الوَعي والعَقل الجَّمعي العالَمي 73
البابُ الثاني: الحَقيقةُ في دَهاليز السياسة المُظلِمَة 79
الفَصْلُ الأوّل: السلطةُ وأدواتها.. تَثبيتُ المَعارف أم تَزييف الحَقائق 81
الفَصْلُ الثاني: السياسةُ، والوَعيُ المُجتمعي في عالَمِ "ما بَعد الحَقيقة" 89
الفَصْلُ الثالث: السياسةُ وفَنُّ صناعة وتسويق القِطَعِ الشَّطرنجيّة 95
الفَصْلُ الرابع: نظريَّة سلوك القطيع وأثرها في تَغييب العقل الفردي 101
الفَصْلُ الخامس: لماذا يَخشى السُلطويّون الحقيقة ؟ 107
الفَصْلُ السادس: الحقيقةُ في مُستَنقع السياسة النَّفعيّة ... التَّجْهيلُ المُمَنْهَج والخِداعُ المُبَرمج. 113
الفَصْلُ السابع: سياسةُ العقل العام 121
الفَصْلُ الثامن: الحكوماتُ المُستبدّة وَفَنُّ صِناعة الحقائق المُزيّفة 127
الفَصْلُ التاسع: أثَرُ الحقيقة في تَحقيقِ التّحرر الاجتماعي والسياسي 139
الفَصْلُ العاشر: الجَّهلُ بالحقائق مَتَاهَة للّذات الإنسانيّة 143
البابُ الثالث: الخطابُ الديني وأثر الحقيقة في تعميق وَعي المُتلقّي 153
الفَصْلُ الأوّل: المعنى اللّغوي والاصطلاحي لمفهوم "الخطاب الدّيني" 155
الفَصْلُ الثاني: الخطابُ الدّيني، وأَثرُ الأبعاد السيسيولوجية والإبستمولوجية في تعميق وَعي المُتلقّي. 161
الفَصْلُ الثالث: مفهوم الحقيقةُ في إطارِ نَظريّةُ المَعرفة 171
الفَصْلُ الرابع: مَصادرُ المعرفة 181
المَبْحَثُ الأول: المَعارفُ الحسيَّة (التجريبيّة) 181
المَبْحَثُ الثاني: المَعارف العقليّة (الفطريّة) 184
المَبْحَثُ الثالث: الوحي. 189
الفَصْلُ الخامس: سوسيولوجيا المعرفة وأثرها في بناء الوعي المجتمعي 199
الفَصْلُ السادس: مفهوم الحقيقة في الخطاب الديني. 209
المَبْحَثُ الأول: القرآن الكريم والعترة المُطهَّرة والخطاب الإسلامي المُتجدد 209
المَبْحَثُ الثاني: الحقيقةُ في مضمون الخطاب الديني. 213
البابُ الرابع: مَفهومُ الحقيقة في الفكر الإسلامي. 221
الفَصْلُ الأوّل: الحقيقةُ نسبيّةٌ أم مُطلقة ؟ ثابتةٌ أم مُتغيّرة ؟ 223
المَبْحَثُ الأول: الحقيقةُ نسبيَّةٌ أم مُطلقة ؟ 228
المَبْحَثُ الثاني: نقد النسبيّة 230
المَبْحَثُ الثالث: الحقيقةُ ثابتةٌ ودائمة 233
الفَصْلُ الثاني: أدَواتُ الطالب لبلوغ الحقائق: العِلْمُ، والمَعرفةُ، والفَهمُ والإدراكُ، والوَعي 241
المَبْحَثُ الأول: العلمُ والمعرفةُ والفهمُ والإدراك. 242
المَبْحَثُ الثاني: الإدراك بين العقل والقلبُ. 248
المَبْحَثُ الثالث: حدودُ العلم وأصالةُ التّفكير النّقدي وأثرهما في وَعْيِ الحَقائق. 251
المَبْحَثُ الرابع: العلاقة بين الوعي والإدراك وأثرهما في إدراك الحقائق. 254
الفَصْلُ الثالث: الفِطَرةُ السَّليمةُ وَمَقامُ إدراك الحَقائق. 259
المَبْحَثُ الأول: الفطرةُ ومقاماتُ التَّكامل الإنسانيّ. 261
المَبْحَثُ الثاني: المعرفةُ الفطريّة ومقام إدراك الحقيقة 269
الفَصْلُ الرابع: المعرفةُ الفطريّة والميثاق في عالم الذّر 287
الفَصْلُ الخامس: القُرآنُ الكَريم .. الدَّليلُ الدّال على الحقيقة 302
المَبْحَثُ الأول: مقاماتُ ومنازلُ القرآن الكريم .. أمُّ الكتاب، واللّوحُ المحفوظ، والإمامُ المبين 304
المَبْحَثُ الثاني: حجيَّة الظاهر والتفسير في آيات الكتاب المجيد 310
الفَصْلُ السادس: اَلرّٰاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِ، ومراتبُ القرآن الكريم، وحقائق الأشياء 317
المَبْحَثُ الأول: المُطهَّرون، والرّاسخون في العِلمِ، والمقامات العُليا للقرآن الكريم 323
الفَصْلُ السابع: اللهُ تعالى هو الحقيقةُ المُطلَقة 339
الفَصْلُ الثامن: مَراتبُ السّير والارتقاء نحو القُرب من الحقيقة اليقينيّة 361