أدولف دافريل - الجزيرة العربية المعاصرة

وصف حج سنة 1865م

ترجمة: الشيخ أحمد المُنى - تحقيق وتعليق: د. إبراهيم بن محمد البطشان

سطور عن المؤلف

القنصل الفرنسي العام في رومانيا (1822-1904)

هذا الكتاب


هذه ترجمةٌ لكتابٍ للإداريِّ الفرنسيِّ آدولف دافريل ، عنوانه (الجزيرة العربيَّة المعاصرة) ، وقد قمت بترجمته بناء على طلب من أخي وزميلي الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد البطشان ، المهتم بأدب الرحلات. والحقيقة أنني ترددت في القيام بهذا العمل بادي الرأي ، خاصة بعد القراءة الأولية للنسخة الفرنسية المراد ترجمتها إلى العربية ، وذلك لكثرة ما اشتملت عليه من أسماء الأعلام والأماكن الأمر الذي يتطلب عملا تحقيقيا علاوة على الترجمة نفسها. لكن استعداد الدكتور البطشان لتولي مهمة التحقيق جعلني أقبل مباشرة الترجمة وهو ما تم في ظرف وجيز ولله الحمد.

ويتضمن الكتاب معلومات ضافية عن الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين ، حيث تناول المؤلف الجوانب السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في بلاد نجد والحجاز ، مركزا على الجانب الصحي من خلال تقرير مفصل عن وباء الكوليرا الذي ضرب المنطقة في القرن التاسع عشر تزامنا مع موسم الحج ، وتمدد منها إلى مناطق واسعة من أوروبا وإفريقيا.

وبعد فقد حاولت جهدي نقل النص الفرنسي إلى لغة الضاد مراعيا في ذلك أمرين اثنين: الأمانة في النقل من اللغة الأم ، واستخدام لغة عربية وسيطة تناسب الباحث والمثقف ولا يجد القارئ العادي عنتا في فهمها.

وقد جاء تحقيق الزميل البطشان مكملا للعمل مضيفا عليه مسحة علم ورصانة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الشيخ أحمد المنى

قسم اللغة العربية، كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، جامعة القصيم


هذه المنافذ هي شركات توزيع كبرى، توفر سبيلا مستقلا لتسجيل المبيعات، وآمنا لاستخدام بطاقات الإئتمان

كما يمكن شراء الكتاب من منافذ أخرى، تستقطع لنفسها نحو 35% من قيمة الكتاب

المزيد عن المؤلف


ولدَ الكاتبُ المترجمُ الدِّبلوماسيُّ ، لويس (ماري) أدولف بارون دافريل ، في باريس في 17 أغسطس ((1822 ، وفيها نشأ ودرسَ القانون ، ثم التحقَ بعد تخرُّجه بوزارة الخارجيَّة عام ((1847 ، فعُيِّنَ مُلحقًا في الأرشيفات ، ثمَّ في الإدارة السِّياسيَّة.

ظلَّ دافريل موظَّفًا في الإدارة السِّياسيَّة إلى سنة (1866) ، حيثُ عيِّن قنصلًا عامًّا في بوخارست ، وانتُدِبُ خلال هذه المدة للعمل مبعوثًا للإرسالية الفرنسيَّة في الشَّرق ، من سنة ((1854 إلى سنة (1856) ، وبقي قُنصلًا في بوخارست حتَّى عام ((1868.

ثمَّ عُيِّنَ مندوبًا لفرنسا في اللجنة الدَّوليَّة للدَّانوب ، ثم في اللَّجنة الدَّوليَّة للقياس في إستانبول؛ وهذه هي اللَّجنة التي حدَّدت مُكوسَ عبور قناة السُّويس. وظل في هذه اللجنة مِن سنة (1876) إلى سنة (1883)؛ وهي السَّنة التي تقاعد فيها.

شغل دافريل مناصب عدَّة خلال مسيرته السِّياسية والعلميَّة والعسكريَّة؛ فقد عيِّنَ مبعوثًا فوق العادة ، ووزيرًا مفوَّضًا في شيلي (1876 - (1882 ، وأسهم بفعالية في تأسيس (الأليانس فرانسيز)؛ وهي منظمة دوليَّة تهدفُ إلى ترويج الثَّقافة واللغة الفرنسيَّة في جميع أنحاء العالم ، وأسهم مع آخرين في تأسيس مجلة (الشَّرق المسيحي) عام (1896) ، وحصل في سنة (1854) على وسام جوقة الشرف برتبة فارس ، وحصل على رتبة ضابط في (1864). وتوفي في قصر كوبيير في سويسرا الرُّومانديَّة ، في 27 أكتوبر (1904).

كان دافريل مورِّخًا مطَّلعًا ، وكاتبًا غزيرَ الإنتاج ، ومترجمًا مبدعًا ، وكان جلُّ اهتمامه بالشَّرق المسيحي (البلقان والشرق الأدنى) ، وله اهتمامات في الأدب الملحمي والشَّعبي في العصور الوسطى. بلغت مؤلفاتُه 28 مؤَّلفًا ، فضلًا عن ثلاثة نشرها باسم مستعار هو (سيريل) ، وثلاث ترجمات لنصوص قديمة من أشهرها (نشيد بولان).

نشر كتابَه (الجزيرة العربية المعاصرة) في باريس سنة ((١٨٦٨ ، في 423 صفحة ، من القياس المتوسط ، وقد قسَّمه إلى ثلاثة أقسام وملحق:

القسم الأوَّلُ: وفيه (نبذة تاريخيَّة عن نجد والدَّعوة الوهابيَّة ، وعن جبل شمر والحجاز ، وعن اليمن وعسير).

القسم الثاني: وفيه يتحدَّثُ عن (السُّكَّان ، والعرب ، والمرأة ، واليهود ، والبانيان ، والحضارمة ، والسُّود).

القسم الثالث: وفيه حديثٌ عن (الحجِّ والحجاج ، والشَّعائر والمشاعر والطُّرُق ، والتأثير الأخلاقي ، والشروط الصِّحيَّة ، والكوليرا).

الملحق: وفيه تقريرٌ عن انتقال الكوليرا ، وطريقة انتشارها في عام (1865).

تكمن أهميَّةُ هذا الكتاب في اعتماده على مجموعة كبيرة من كتب المستشرقين والرَّحَّالين عن الجزيرة العربيَّة والدين الإسلاميِّ ، وتُعدُّ ترجمة هذا الكتاب خُطوةً نحو الصُّورة التي كانت تنتشر في الغرب عن الجزيرة العربيَّة والإسلام في القرن التَّاسع عشر.

أ. د. محمَّد خير محمود البقاعي


قصة هذا الكتاب


كانَ الأستاذ الدكتور محمَّد خير البقاعيُّ أوَّلَ مَن لفتَ الأنظارَ إلى هذا الكتاب ، في محاضرة له في كرسي الأمير سلمان ، في كلية الآداب في جامعة الملك سعود؛ بعنوان (ما لم يُتَرجَم مِن المصادر الفرنسيَّة عن الجزيرة العربيَّة) ، وفيها عرَّفَ بهذا الكتاب ، ونبَّه إلى أهميَّته في دراسات (التَّاريخ الصِّحِّي للحجِّ) ، وأكَّدَ ضرورة ترجمته ، ثمَّ ترجَمَ الدكتور البقاعيُّ القسمين المتعلِّقين بنجد وجبل شمَّر ، ونشرهما في كتابه (أمشاج تاريخيَّة)[1].

حرصت أن أجمع تلك الكتب التي أشار إليها الفاضلُ البقاعيُّ ، وخَصَصتُ هذا الكتاب (الجزيرة العربيَّة المُعاصرة) للفرنسي (أدولف دافريل) ، بالعناية والاهتمام ، وبدأت بدراسته مستعينًا بترجمة عبثيَّة آليَّة قمت بها من الفرنسيَّة التي أجهلها ، إلى الإنجليزية ، ثم إلى العربيَّة ، فعرفتُ بعد لأيٍّ وعَنَتٍ أهمَّ قضايا الكتاب ، وكان مِمَّا سَهَّل ذلك عليَّ أمران؛ أوَّلهما أنَّ المؤلِّف لم يكن يكتبُ مشاهداته؛ إذ لم يرحل بنفسه ، وإنَّما كانت مصادرُه كتبَ الرَّحالة والمستشرقين ، والتقاريرُ السِّياسية والعسكريَّة المتعلِّقة بالجزيرة العربية ، وثانيهما معرفتي السَّابقة بتاريخ الجزيرة العربيَّة ، واهتماماتي اللَّاحقة بالرِّحلة وأهلها.

عزمتُ على إخراج الكتاب منقولًا إلى العربيَّة ، وكنت أنوي أن أخرجَه معتمدًا على تلك الترجمة (العبَثيِّة) ، مستغلَّا فهمي الدَّقيق للأحداث والقضايا في النَّص المصدر ، وسهولة التَّعبير عمَّا في النَّص الهدَف.

ثمَّ إنني خشيتُ أن أسيءَ إلى نفسي أوَّلًا ، ثمَّ إلى الكتاب والمعرفة ثانيًا ، فعدلت عن فكرة إخراجه ، وعرضته على أخي الدكتور: الشَّيخ أحمد المُنى ، فنظر فيه ، واشتكى مِن كثرة الأسماء وصعوبتها ، وهو الموريتانيُّ البعيد ، زمانًا ومكانًا ، عن الجزيرة العربيَّة في هذا الكتاب ، فأقنَعته أنَّ هذا الأمرَ لن يكونَ عائقًا في سبيل إنجاز التَّرجمة؛ فكلُّ أسماء الأعلام والمواضع والقبائل ، فضلًا عن الأحداث ، مألوفٌ لي.

ترجَمَ الدكتور الشَّيخ أحمد المُنى هذا الكتاب في مدَّةٍ وجيزةٍ ، فأخذته وبدأت في مراجعته وتحقيقه وتحريره وتنسيقه والتعليق عليه ، فلمَّا أنجزتُه حمِدتُ الله أنْ أعطيتُ القوسَ باريها.

عرضتُ على الأستاذ الدكتور البقاعيِّ أن ينظرَ في التَّرجمة نظرة سريعةً ، ويقدِّم للكتاب بتعريف موجز ، فتكرَّم على عادته ، وبدأ بمراجعة التَّرجمة ، وأبدى ملحوظات قيِّمة ، ثم مرَّت شهورٌ وشهورٌ والأستاذ مشغولٌ معلولٌ ، ثم أكملت (كورونا) ما كان ناقصًا ، ولكنَّها؛ أعني جائحة (كورونا) ، شجَّعتني على أن أستعجل في إخراج هذا الكتاب ، فهاكَه مُحشًّى بما جعلتُ رمزَه هذه العلامة (*)؛ تفريقًا بينها وبين حواشي المؤلف.

الشُّكرُ مِنِّي ، ومن أخي المترجم للأستاذ الدكتور البقاعي؛ فقد كان معنا في جميع مراحل الكتاب ، ثمَّ الشُّكر لأخينا الدكتور يحيى المتعلق بالله الهاشميِّ؛ فقد تفضَّل بقراءة التَّرجمة الأولى ، وأتحَفَنا بملحوظاتٍ مفيدةٍ.

وكتبَه

إبراهيم بن محمَّد البطشان

عنيزة ، المُعيذريَّة ، سنة كورونا (2020م)


[1] أمشاج تاريخيَّة، محمد خير محمود البقاعي، جداول للنشر والترجمة والتوزيع، بيروت، الأولى (2020). ص 230-207.