بلينيو ميندوزا - أحاديث مع غابرييل غارسيا ماركيز
ترجمة عن الألمانية: ابراهيم وطفي
بلينيو ميندوزا - أحاديث مع غابرييل غارسيا ماركيز
ترجمة عن الألمانية: ابراهيم وطفي
هذا الكتاب
كان الرجل، الذي جاء ذات يوم وتجاهل التحفظ وطلب يد لويسا بهدوء وصورة رسمية، واحداً من أولئك الغرباء الذين كانوا يثيرون الريبة لدى الأسرة. كان غابرييل أليخو غارسيا قد جاء إلى أراكاتاكا بصفته عامل برق، وذلك بعد أن كان قد قطع دراسة الطب في جامعة قرطاجينا. ولأنه لم يكن يملك المال اللازم لإنهاء دراسته، فقد قرر أن يُوظف لدى الدولة وأن يتزوج. بعد أن مرّ بأفكاره على جميع فتيات القرية، أزمع على طلب يد لويسا ماركيز: فقد كانت جميلة وعاقلة جداً ومن أسرة وجيهة.
وهكذا وضع في رأسه أن يقدِّم نفسه إلى هذا البيت، ويتقدم بعرضه للزواج منها، وذلك دون أن يكون قد سبق له أن قال أو كتب لها كلمة حب واحدة. لكن الأسرة عارضت: إذ إنه لا يجوز للويسا أن تصبح زوجة لعامل برق. وكان هذا قادما من منطقة بوليفار حيث يتحدث الناس بصوت عال وبغير ما كلفة ولا يتقنون شكليات ولياقة العقيد وأسرته. وبالإضافة إلى ذلك كان غارسيا من أنصار المحافظين الذين كان العقيد قد قاتل ضدهم طوال حياته وحتى بالسلاح أحيانا.
من أجل صرفها عن هذا الخاطب أرسلت لويسا مع والدتها في رحلة طويلة إلى قرى أخرى ومدن بعيدة على السواحل. لكن هذا لم يجد نفعا: ففي كل مدينة كان ثمة مكتب برق، وكان عمال البرق، المتواطئون مع زميلهم من أراكاتاكا، يوصلون إلى الفتاة رسائل الغرام التي كان يرسلها لها بإشارات موروس. وكانت هذه البرقيات تتبعها أينما سافرت، كما كانت الفراشات الصفراء تتبع ماوريسيو بابيلونيا (في رواية "مئة عام من العزلة"). ونظرا لهذا الإلحاح فقد تنازلت الأسرة في نهاية المطاف.
مقتطف
عادة ما تكون النافذة الأولى -Direct- هي الأوفر، بينما النوافذ الأخرى تتضمن استقطاعات تصل الى 73 بالمئة
نوافذ النسخة الإلكترونية
هذه النوافذ هي شركات توزيع كبرى، توفر سبيلا مستقلا لتسجيل المبيعات، وآمنا لاستخدام بطاقات الإئتمان. النافذة الأولى منها هي نسخة المطبعة، ولا تتضمن حقوقا للمؤلف
نوافذ النسخة الورقية