بشرى الهلالي - لن تُشفى مني
(شعر)
(شعر)
هذا الكتاب
قرأتُ الكثيرَ من مقالاتِ بشرى الهلالي في تناولها الذكي لليوميّ المعيش، والاجتماعي الراهن، والسياسيّ المتغيّرِ، لكنّني لمْ أكنْ أعلمُ أنّها تكتبُ قصيدة النثر (أو النصّ المفتوح) بهذا التمكّنِ الحاذقِ المكتنزِ بمفرداتِ الحرقةِ، واللوعةِ، وشدّةِ الوجد، وهي التي تصبُّ جميعها في بوتقةِ الجوى، وحسناً فعلت حينَ وسمتْ مجموعتها هذهِ بـ "لن تشفى منّي"، ففي بعضِ الجوى يتطاول المرض بتأثيرِ شدّةِ الهوى، وحرقته.
إنّها مجموعةٌ غنائيّة ٌوجدانيّةٌ جميلة، تشدُّ المتلقّي إليها شدّاً، فلا يفارقها إلا بعد أن يتلقّى آخر حرفٍ فيها على نحوٍ من الارتياحِ، فليسَ في نسيجها ما يعكّرُ صفوهُ من تعقيد الكلامِ، أو معاظلتهِ، فضلاً عن أنّ بعض نصوصها ترشَحُ جملاً دالّةً كأنّها كلماتٌ سائرةٌ، كما في قولها: (يكفيني في هذا العالمِ أنّكَ موجودٌ) وقولها: (صباح اليوم لم يوقظْني المنبّهُ، بل زجرني شوقي إليك) وقولها: (وكنتَ منشغلاً بإحكامِ درعِكَ الواقي من القلب) وقولها: (الحياة بدأتْ باثنينِ، فكيفَ أضعُ خاتمتها وحدي.)
في هذه النصوصِ تقنياتٌ فنيّة عديدة كـ (المناجاة النفسيّة) و(تقنية الراوي العليم) و(السرد الوصفي)، وغيرها. ولعلَّ المتلقّي الكريمَ سيجدُ فيها ما يؤنسهُ من صورٍ شعريّةٍ جميلة ٍعن أحوالِ أهلِ الحرقةِ، واللوعةِ، والوجد، إلى جانبِ جرأةِ صانعتِها في ولوجِ ثيمةٍ تحظر التابوات تناولها إن لم تحرّمْها.
الناقد والأديب أ.د. عبد الرضا عليّ
عادة ما تكون النافذة الأولى -Direct- هي الأوفر، بينما النوافذ الأخرى تتضمن استقطاعات تصل الى 73 بالمئة
نوافذ النسخة الإلكترونية
هذه النوافذ هي شركات توزيع كبرى، توفر سبيلا مستقلا لتسجيل المبيعات، وآمنا لاستخدام بطاقات الإئتمان. النافذة الأولى منها هي نسخة المطبعة، ولا تتضمن حقوقا للمؤلف
نوافذ النسخة الورقية