د. محمد عقل - معجم الأطباء والصيادلة الفلسطينيين - الجزء الأول
سطور عن المؤلف
الدكتور محمد حسن سالم عقل أستاذ كبير وباحث في اللغة العربية والحضارة الإسلامية.
ولد عام 1948م في قرية عرعره من قضاء حيفا بفلسطين. عمل محاضرًا ومرشدًا تربويًا في دار المعلمين العرب في كلية بيت بيرل وجامعة بار- إيلان.
من مؤلفاته:
· المفصّل في تاريخ وادي عاره- الجزء الأول: ، مطبعة دار الشرق، القدس، 1999
· المفصّل في تاريخ وادي عاره- الجزء الثاني، مطبعة الأمل القدس، 1425ھ/2004
· وثائق محلية من فلسطين العثمانية، أ.دار الهدى، كفر قرع، 1426ھ/2005
· طيبة بني صعب بين الماضي والحاضر- دراسة لقرية الطيبة ومجتمعها، بالاشتراك مع أ. جواد عثمان، مركز إحياء التراث، الطيبة، 1409ھ/1989
· غزوة وادي السيسبان- مخطوطة من الأدب الشعبي، إصدار دار "إي– كتب" ، لندن، نوفمبر 2011
· نقود إسلامية من فلسطين، عرعره، 2014 . دار إي كتب، لندن، 2017
· قاموس القرى والمدن في المثلث، مطبعة الرسالة المقدسية، القدس، 2014
· قاموس القرى والمدن في مرج بني عامر، مطبعة الرسالة المقدسية، القدس، 2014
· بلاد الروحا- وطن وجذور، عرعرة، 2016
· مخطوطات من وادي عاره ودراسات في اللغة المحكية، عرعره، 2017
· سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، إصدار دار "إي-كتب" لندن، 2017
· الدولة العباسية في عهد المتوكل، رسالة دكتوراة، طبع في دار "إي كتب"، لندن، 2019
هذا الكتاب
هذا الكتاب يسرد حكاية الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الفلسطينيين الذين عملوا في فلسطين في العهدين العثماني والبريطاني. معظم هؤلاء كانوا من أبناء الذوات والأثرياء ما مكنهم من الالتحاق بالجامعات ومعاهد الطب في إسطنبول وبيروت وبعض الدول الأوربية. لقد بذل هؤلاء جهودًا مباركة في معالجة مرضاهم، ولكن أكثرهم لم يتخصص في فرع واحد من الطب، كما فعل الطبيب اليهودي المهاجر القادم من ألمانيا. أكثرهم خصص يومًا واحدًا في الأسبوع لمعاينة الفقراء والمحتاجين ومعالجتهم، وإعطائهم الدواء بلا مقابل لكنهم ابتعدوا عن الوصول إلى القرى البعيدة، ما اضطر أهلها إلى التوجه إلى الأطباء اليهود الذين يعيشون في المستعمرات اليهودية القريبة من محل سكناهم.
في فترة الانتداب البريطاني حاول الأطباء والصيادلة الفلسطينيين تنظيم أنفسهم من أجل الدفاع عن حقوقهم. في سنة 1933 عقد أول مؤتمر للأطباء الوطنيين في حيفا، في سنة 1934 أقيمت الجمعية الطبية في يافا، لكن لم يجر تنظيم فعلي لجميع الأطباء العرب إلا في سنة 1944 حين عقد مؤتمر الأطباء العرب في القدس الذي تمخض عن إنشاء الجمعية الطبية العربية الفلسطينية. في نفس السنة أقيمت جمعية الصيادلة العرب في فلسطين. في سنة 1947 أقيم الهلال الأحمر الفلسطيني.
كان شغل الأطباء الفلسطينيين الشاغل هو منع الأطباء اليهود الألمان من السيطرة على أمور الطب في فلسطين. لقد طالبوا مرارًا وتكرارًا بعدم منح الأطباء الألمان رخصًا لمزاولة مهنة الطب، ولكن حكومة الانتداب لم تلتفت إلى هذه المطالبة وواصلت منح الرخص. لقد مس ذلك بمصدر رزق الأطباء العرب وبعض الأطباء اليهود الوطنيين.
عمل كثير من الأطباء الفلسطينيين في دائرة الصحة، وبعد العصر في عيادتهم الخاصة. بذلك ضمنوا لقمة عيشهم. كان الجهاز الصحي لدى اليهود مستقلاً، فلهم مستشفياتهم وأطباؤهم، كما أنهم استغلوا المستشفيات الحكومية التي تديرها دائرة الصحة لعلاج مرضاهم. ناهيك عن حكومة الانتداب سمحت لهم بفتح 25 مستشفى خصوصيًا لاستيعاب الكم الهائل من الأطباء اليهود القادمين من ألمانيا وأواسط أوروبا. بينما لم تمنح هذه الحكومة رخصًا للعرب سوى لمستشفى عربي خصوصي واحد هو مستشفى الدكتور فؤاد إسماعيل الدجاني في يافا الذي افتتح سنة 1933 واستمر في أداء رسالته العلاجية حتى سقوط يافا في عام 1948. ورفضت منح رخصة لمشروع مستشفى السيدة أمينة الخالدي في القدس، ومشروع مستشفى الخضرا في غزة بحج واهية تتعلق بملكية الأراضي، ولما استوفيت الشروط اللازمة كان الانتداب البريطاني قد شارف على الانتهاء.
مقتطف