د. سليم نزال - حديث الأيام


سطور عن المؤلف

د. سليم نزال كاتب ومحاضر وناشط فلسطيني مقيم في أوسلو، صدرت له العديد من الأعمال الثقافية والفكرية والأدبية، وكانت تعكس أوجها مختلفة من مقاربات التجربة الحياتية، والمواقف السياسية والإنسانية المستمدة في قيم الكفاح من أجل العدالة والمساواة والحرية.


هذا الكتاب

ها هو معظم العمر قد مضى، ولم يبق سوى القليل، وها أنذا أمضي في الحياة كما كنت دوما حالما ومتفائلا.

أكتب (حديث الأيام) وأنا أتذكر كلمات الشاعر الأمريكي "وليام فولكنر" أن الماضي لم يمت بل إنه حتى ليس بماضي على حد رأيه.

المعنى أن الماضي ليس أمرا اختفى تماما، بل يبقى له تأثيره على حياة الإنسان في المستقبل. فما المستقبل في نهاية المطاف إلا مجموع الماضي والحاضر مضافا إليه ما تخبئه الأيام.

وإذ أكتب (حديث الايام) فلا بد لي أن أذكر أن الحياة لا تتوقف عند الذكريات فقط، تتوقف الحياة عندما نتوقف عن الحلم، لكني وجدت أنه حان الوقت أن أكتب ضمن هذه المذكرات بعض من ما رأيته وبعضا من أفكاري حول مختلف المواضيع التي تشغل حياتنا، لذا ربما يكون من الأصح أن أسميها مذكرات فكرية أي أنها تعبر عن أفكاري وآرائي في مواضيع متنوعة.

لقد شاءت الأقدار لجيلي أن يرى الكثير وأن يختبر الكثير، فقد ولدت في مرحلة كان فيها سقف الأحلام والتوقعات في أعلى مستوى من الاعتقاد بتحرير فلسطين إلى الاعتقاد بتحقيق الوحدة العربية في جيلنا. وها نحن وصلنا لمرحلة انخفض فيه سقف أحلامنا إلى أدنى درجة. شاهد جيلي سقوط القدس وبيروت وبغداد والهزائم العربية كما شاهدنا الحروب الأهلية العربية، والانقسامات التي توشك بالقضاء الفعلي على بعض أوطاننا خاصة في المشرق. وقد دخل عالمنا في نفق مظلم لا أحد يعرف متى الخروج منه. وأنا لا أستبعد أن يستمر هذا الوضع المضطرب حوالي خمسين عاما قبل أن يعاد تشكيل عالمنا العربي من جديد، خاصة ان العالم كله يشهد تغيرات كبيرة سيكون لها ارتداداتها على العالم كله. العالم العربي القديم انتهى في رأيي والتغيير لا بد منه. لكن المهم أن يكون التغيير متناسبا مع طموحات وأحلام شعوب بلادنا.


مقتطف

هذه المنافذ هي شركات توزيع كبرى، توفر سبيلا مستقلا لتسجيل المبيعات، وآمنا لاستخدام بطاقات الإئتمان

كما يمكن شراء الكتاب من منافذ أخرى، تستقطع لنفسها نحو 35% من قيمة الكتاب